الحراثة إحدى ركائز الفلاحة .. أهميتها أنواعها و فوائدها


الحراثة هي إثارة تراب الأرض وقلبُ عَالِيَها سَافِلهَا لكي تتخلخلَ أجزاؤهُ ويتعرّضَ للنور والشمس.
فـوائـد الـحِـرَاثـة:

·        تسهيلُ نفاذ المَاء بين ذرّات التراب، فالأرضُ القاسية  يَسيلُ الماء على سطحها ويذهبُ هَدَراً أو يتبخّرَ في الهَواء، أمّا التراب المَحرُوث فإنّ أكثر المياهِ تنفذ بين ذرّاتهِ بحيثُ تبقى مَصُونة من التبَخّر والضّياع.
·        تسهيلُ نفاذ الهَواء، فالترابُ المَحروث يَسهُلُ دخول الهَواء بين ذرّاتهِ فتعيش البكتيريا التي تهيّئ غذاء النبات، كما أنّ دخولَ الهَواء فيه يُحللُ السّماد العُضويّ المَطمُور فيهِ والذي تتغذى منه النباتات.
·        تسهيلُ نفاذ جُذور النبات في الأرض، ففي الأرض المَحرُوثة تمتدّ جُذور النباتات و وتتشعّبُ وتغورُ إلى عُمقٍ وافر و مساحة أوسع فتمتصّ من هُنا وهُناك مَقادير كبيرة من المياه و الأملاح فيكثرُ نمُوّها (الجذور) و  يشتدّ عودها (النباتات) فتعمّر أكثر و تزدادُ المَحاصيل كمَّا و جودة.
·        استئصالُ الحَشائش، لأنها عندما تنمُو بينَ الأشجار فإنها تمتصّ ماءَها وغذاءَها وتزاحمُ جُذورها.
·        طمر الأسمدة والبذور لتختلط بأجزاء التراب.
عـدد مَـرّات الـحَــرث:

يختلف عدد مرات الحراثة حسب عدة عوامل :
فبالنسبة للغراسات المطرية أو البعلية يحبذ الإكثار من عدد مرات الحراثة لتعويض نقص الماء إن وجد و مساعدة النبتة على تكوين جذور جديدة.
و بالنسبة للغراسات المروية أو السقوية فكثيرا ما يهمل الفلاحون جانب الحراثة و يستغنون عنه بكثرة الري في حين أثبتت الدراسات أن حراثة واحدة تساوي أو تفوق مرتين من الري و كما اشرنا فهي تساعد النبتة على أن يشتد عودها و تعمر أكثر و تحميها من التسوس.
أنــواع الـحِـرَاثـة:

الـقـسـم الأول ) الـحِـرَاثـة بـحـســبِ الـعُـمـق، وهي كالتالي:
·       الـحِـرَاثـة الـسّــطـحِـيّـة:
هي التي لا يزيدُ عُمقها عن ( 10 - 15 سم ). وزمنُ فعلها في فصليْ الرّبيع والصّيف.وهي تسـتعملُ لاستئصالِ الحَشائش والأعشاب الضارّة و تكوين طبقة سفلية ( مثل الحجاب) بعمق الحراثة ( 10 - 15 سم ) و ذلك لتمنع حرارة التربة من النزول أكثر في فصل الصيف لكي لا تبلغ الجذور .
و يعبر عن هذه الحراثة في تونس بـ " المحشّة" و تكون إما بالبغال أو بالجرارات.


·       الـحِـرَاثـة الـمُـتـوسّـطـة:
هي التي يتراوحُ عُمقها بين ( 15 - 25 سم ). وزمنُ فعلها في فصلي الخريف الشتاء. وهي تستعملُ غالبا إثر نزول الأمطار.
و تعتبر الحراثة في الخريف و الشتاء من أهم الأعمال الواجب إنجازها في السنة الفلاحية فعلى الأقل يجب حراثة الأرض مرة في الخريف و أخرى في الشتاء.
·       الـحِـرَاثــة الـعَـمِـيـقــة:
وهي التي يتجاوز عمقها 35 سم و تصل حتى 70 سم و تستعمل لقلب الأرض في حالة تجديد الغراسات سواء في الزراعات المطرية أو السقوية، و تكون غالبا بالجرارات و بمحاريث أحادية ( البوقلبة) أو ثنائية أو ثلاثية.

و في الأخير نذكر أن الحراثة تعتبر من مقومات العمل الفلاحي و هي من الأساسيات التي لا غنى عنها.






التعليقات
0 التعليقات

Aucun commentaire:

ليصلك كل جديدأدخل بريدك الالكتروني ولا تنسى التأكيد

partage

جميع الحقوق محفوظة لــ خيراتنا 2015 ©