الفلاحة البيولوجية طريقة إنتاج نباتي متنوّع وصحّي وذي جودة عالية، تحمي البيئة و تدعم التوازن الطبيعي للمنظومة البيئية، وتتميّز منتجات الفلاحة البيولوجية عن غيرها من المنتجات بأنّها منتجات صحيّة، ولا تحتوي على أيّة مواد كيميائيّة ضارّة؛ لأنّه لا يتم استخدام أيّ نوع من أنواع المبيدات الحشرية الكيميائيّة أو الأسمدة الكيميائيّة المضرّة لصحّة الإنسان و بذلك فهي تحافظ على حركية النسيج الريفي و ذلك بتوفير أكبر عدد من اليد العاملة في المجال .
وتتميز منتوجات الفلاحة البيولوجية بجودتها الممتازة و باحترامها لمعايير الصحة العامة و خلوها من أي مواد كيميائية أو مصنعة لذلك عادة ما تكون منتجات الفلاحة البيولوجيّة مرتفعة الثمن.
وتعمل طرق الفلاحة البيولوجية على الاهتمام بالتربة المستخدمة وبخصوبتها، والعمل على إضافة المعادن والأسمدة الطبيعية، وتعمل أيضاً طرق الفلاحة البيولوجية على مكافحة الآفات والأمراض عن طريق استخدام الطرق الزراعية البيولوجيّة التي تعمل على تقوية الوسائل الطبيعية للدفاع ضد الآفات، وبالطبع مع مرور الوقت تتطور الفلاحة البيولوجية أكثر.
تقدم الدولة التونسية عديد التشجيعات على الإستثمار في الفلاحة البيولوجية، وهذه التشجيعات إضافة إلى الظروف المناخية والتقاليد الزراعية في العديد من المناطق الملائمة لتعاطي الإنتاج البيولوجي النباتي والحيواني من شأنها أن تشكل مستقبلا واعدا للفلاحة البيولوجية في تونس لأنها فلاحة اقتصادية واجتماعية وبيئية تساهم في المحافظة على الموارد الطبيعية وحسن استغلالها كما تمكننا من الحصول على إنتاج صحي ذي جودة عالية لا يتعارض مع تنويع الإنتاج الفلاحي والنهوض بالتصدير، كما من شأنه أن يحقق تناغما بين الإنسان والطبيعة تنسيه الانعكاسات السلبية للتطور العالمي على صحة الإنسان البدنية والنفسية.
و من المهم أن نشير إلى أن ملف ادراج تونس ضمن لائحة البلدان المصدرة للمنتوجات البيولوجية يحظى باهتمام خاص من قبل الهياكل التجارية الاوروبية.
كما تبرز افاق قطاع الفلاحة البيولوجية واعدة في تونس في ضوء التدخلات المزمع القيام بها على غرار تحديد مناطق نموذجية لهذا النشاط والعمل على مزيد ادماج تدريس الفلاحة البيولوجية بارساء اختصاصات في المجال بمعاهد التعليم العالي وتكثيف البحوث الخصوصية ودعم تكوين ورسكلة الفنيين والمتدخلين والعناية بالزراعات سهلة التحويل الي الفلاحة البيولوجية كالزيتون والتمور.
ومن بين العوامل الاخرى التى تعتبر مدعاة تفاؤل بمستقبل القطاع الوعي المتزايد في اوساط المهنيين باهمية الاستغلال الاجدى للظروف المناخية والاصناف المحلية والطرق الزراعية الملائمة الى جانب العناية المتزايدة بقطاعات الخضر والغلال والنباتات الطبية والعطرية والمنتجات الغابية.
إلا أن القطاع يشهد صعوبات كبيرة و هي التكلفة العالية للإنتاج نظرا لإرتفاع اليد العاملة و ندرتها في القطاع الفلاحي و كذلك مشكلة تسويق المنتوج الذي يباع في كثير من الأحيان بنفس سعر المنتوجات العادية مع أن التكلفة أكبر بكثير.